الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة إيناس بن علي: الشــعـب التـونسـي لـم يألـف مشـاهدة امرأة محجبة وجميلة وأنيقة في التقديم التلفزي

نشر في  19 مارس 2014  (10:27)

الحملة التي شنّت على حجـابي أكبر مـــن الاهتـمــام بتعــرّي أميـــنة فيـمــن

برهان بسيّس أرادني في نسمة... وأحد مسؤولي حنبعل انتدبني قبل التفكير في برنامج

منذ ظهورها الأوّل على شاشة قناة تونسنا، خلّفت الإعلامية ايناس بن علي جدلا كبيرا متصلا بنوعية المواضيع التي طرحتها والتي يراها البعض في خانة «التابوهات» كما اتصلت التعليقات بمظهرها الخارجي وهذا ما تطرّقنا اليه في الحوار التالي الذي سلّط الأضواء أيضا على تجربتها الجديدة في قناة حنبعل...

في الوقت الذي انتظرنا فيها ان تثير منوّعتك الجديدة «هات آش عندك» على قناة حنبعل ضجّة اعلاميّة، فوجئنا بأنّ حجابك هو الذي يثير ضجّة فايسبوكية، عوضا عن محتوى برنامجك؟
ـ هذا جيّد جدا ولست مستاءة لأنّي صاحبة رسالة معينة اريد ايصالها الى المتلقي وهي ان المرأة المحجّبة هي امرأة عصرية، تحبّ عملها وتتقنه، المرأة المحجّبة ليست بالراهبة التي تكرّس حياتها للكنيسة، بل تسعى الى اثبات نفسها.. اما بخصوص ما اثاره حجابي من ضجة فأعتقد ان السبب يعود الى ان الشعب التونسي لم يتعوّد على مشاهدة امرأة محجّبة وجميلة وأنيقة في نفس الوقت وتقدم برامج تلفزيّة.
لكن وصل الأمر بالبعض الى التهكّم عليك ونعتك بعديد الأوصاف «كيلوباترا» و«الموجيرة» و«زليخة» وعمد آخرون الى اتهامك بالمنافقة وبالإساءة الى الحجاب؟
ـ شخصيا أحترم كل الآراء وخاصّة النقدية منها، لكني اريد اخبار كل من يعمد الى التهجّم عليّ علي صفحات الفايس بوك انّ حجابي لا يمثّل سواي وانّ لباسي يدخل في خانة الحرية الشخصية التي يطالب بها الكثيرون.. من جهة أخرى انا اخترت لنفسي «لوك» خاص بي ويجعلني منفردة عن البقية كما سعيت الى تقديم صورة جميلة لا غير، اما من لم يعجبه لباسي فهو حرّ واحترم رأيه، وأفيده انه ليس بالضرورة ان تكون المرأة المحجّبة مرتبطة بالسواد والحزن بل بإمكانها أن تكون جميلة ومرحة وأنيقة.
علمنا انّ إيناس بن علي هي التي بادرت وعرضت خدماتها على قناة حنبعل، فما مدى صحّة هذه المعلومات؟
ـ هذا غير صحيح، فأنا تلقيت دعوة خاصّة من قبل أحد الشركاء في القناة، بل وأفيدكم ان المالك الجديد للقناة السيد طارق قدادة أخبرني حرفيا انه في العادة تتمّ دعوة اعلامي لتقديم برنامج معيّن اما في حالتي فقد تمت دعوتي لشخصي وانه سيتمّ البحث مستقبلا عن برنامج لي.. في الأثناء قدمت لإدارة القناة عدّة أفكار لبرامج متنوّعة ومن المنتظر ان أقدّم هذه الأفكار لأنّي ضدّ استنزاف برنامج وحيد فأنا مع تجديد الأكفار والمحتوى المتطوّر.. أما بخصوص برنامج «هات آش عندك» فالفكرة انطلقت باستضافة شخص معروف أو صاحب قضية تهمّ الرأي العام وتناول هذه القضايا من زوايا خاصّة فأنا أبحث عن التجدّد وضد تقليد كل هو موجود ومتداول في الساحة الإعلاميّة على سبيل المثال، أنا سأستضيف المسؤول عن التعذيب أيام بن علي والملقّب بـ«رمبو» مع العلم ان هذا الشخص رفض الحضور في أكثر من برنامج تلفزي في المقابل قبل دعوتي.
انتقالك من برنامج اجتماعي يعنى بالظواهر الاجتماعية المسكوت عنها الى برنامج من نوع «تالك شو» ألا ترين في هذه الخطوة مجازفة؟
ـ أنا من طبعي شخصية مغامرة ولا أخاف من التجارب الجديدة في حياتي، كما انّي أثق في نفسي كثيرا، وأرغب في خوض تجارب جديدة ولا أعير العواقب ايّ أهمية ولعل ما ساعدني في خوضي هذه التجارب أنّ ولادتي الإعلامية جاءت بعد ان تحرّرت الكلمة وصار المحظور مباحا، كما انّ الثقة التي اكتسبتها في نفسي تعود الي انّ انطلاقتي الإعلامية كانت ببرنامج اجتماعي صعب وكنت أنا معدّته ومقدّمته، اضافة الى انّ هذا البرنامج كان يقدّم على قناة «تونسنا» وهي قناة غير معروفة اي اني كنت مطالبة بانجاح البرنامج وجلب المشاهد له، صدقا وبعد تجربتي صرت اشعر انّ لي من الخبرة في مجال الإعلام ما يتجاوز الثلاثين سنة.
على عكس كلامك، هل يمكن القول انّ ايناس بن علي لم تصنعها الثورة بل المواضيع المحظورة التي تطرقت اليها كالبرود الجنسي وجهاد النّكاح وغيرها من المواضيع التي صنعت منك ظاهرة اعلاميّة؟
ـ لا أوافقك الرأي،  فالمواضيع التي تطرّقت اليها هي وليدة الثورة ولولاها لما استطعت الخوض في تلك الظواهر الاجتماعيّة، مع العلم اني أول اعلامية تقوم بموضوع استقصائي حول جهاد النكاح في سوريا وقد مررت كل من قناة الجزيرة وقنوات سورية تلك الحصة من برنامج «مرا وعليها الكلام».. في المقابل أؤكد انّي مرّرت تلك المواضيع المسكوت عنها دون تمييع حيث استعنت بشيوخ زيتونيين واحترمت المشاهد.
لكنك لا تنكرين انّ بعض الحلقات من ذلك البرنامج كانت «مفبركة» كما أكدّه البعض؟
ـ أنا أتحدّى ان يثبت ايّ شخص انّي «فبركت» ولو موضوعا واحدا من المواضيع التي تطرّقت اليها  باستثناء مرّة وحيدة، حيث انجزت حصة حول زواج التونسيين بالأجنبيات وقد أرسل لي آنذاك شابّ تونسي مغترب تسجيلا صوتيا، فاضطررت الى التعويل على شخص آخر لم أظهر له وجهه لتمرير ذلك التسجيل.. عموما أنا وعكس بعض الزملاء لا أعتمد في برامجي على تمرير حالات اجتماعية منفردة بل أقوم بطرح قضية والاستعانة بشهادات لإثرائها.. كما اني اسعى الى استقطاب كل الفئات الاجتماعيّة باختلافها.
هل فعلا اقترحوا عليك تقديم برنامج ديني؟
ـ لم أتلق عرضا رسميّا، لكن البعض اقترح عليّ هذه الفكرة ورفضتها لأنّي لا أريد الظهور في صورة الفتاة المحجّبة التي تقدّم برامج دينيّة كما اني لم أدّع يوما انّي داعية او شيخة أنا امرأة تونسية عادية.
لا تزال أسباب مغادرتك لقناة «تونسنا» مجهولة، فهل من توضيح؟
ـ «وفا المكتوب»...حيث شعرت في فترة معينة انّي لم أعد قادرة على تقديم الإضافة في تلك القناة، رغم أني لا أنكر فضل القناة في التعريف بي ومازلت على علاقة جيّدة بصاحبها.. كما اني في قناة تونسنا لم أجد الدعم الكافي للتقدّم وتقديم الإضافة وأقصد ماديا بطبيعة الحال. من جهة أخرى اقرّ أني لا استطيع تقديم نفس البرنامج لأكثر من سنة.
تجربتك في قناة نسمة كذلك لم تكن طويلة بل لم نلاحظها فما مدى صحّة الأقاويل الرّائجة حول انّك لم تنال رضاء فريق القناة؟
ـ أولا أنا لم التحق رسميا بالقناة بل أعددت صحبة شركة خاصّة برنامج بعنوان «الشمع الأحمر» وكان من المنتظر ان أقدّمه على قناة نسمة، في الأثناء أمضيت العقد مع قناة حنبعل، مع العلم انّ هذا البرنامج سيتمّ تقديمه على قناة حنبعل وهنا أشير الى انّ من دعاني الى قناة نسمة كان برهان بسيّس...
في أول حلقة من برنامج «هات آش عندك» على قناة حنبعل، عبّر أستاذ القانون الدستوري قيس سعيّد عن انزعاجه منك ومن اسئلتك ألا تعتبرين ان ذلك أضرّ بك؟
ـ بالعكس، أنا لم أنزعج من الأستاذ قيس سعيّد لأنّه لم يفهم محتوى البرنامج، فبرنامج «هات آش عندك» مهمّته اكتشاف الضيف على جميع الأصعدة، لكن الأستاذ قيس انتظر ان أطرح عليه أسئلة حول القانون الدستوري لا غير وبطبيعة الحال لم أفعل ذلك، فما كان منه سوى ان انزعج وانفعل...وهذه ديكتاتورية من الأستاذ قيس سعيّد.
نصحتك الأكاديمية نايلة السليني بنزع حجابك وشبّهتك بـ«دمية باربي»، فبماذا تجيبينها؟
ـ كل ما أستطيع قوله للحقوقيّة نايلة السليني هو «ربي يهديك» فانّ كنت متبرّجة، فماذا تكون هي، كما انّي أترفّع عن الإجابة على مثل هذه السّخافات الصادرة وللأسف من حقوقيّة ومن المفروض ان تدافع عن الحريات الشخصية لا العكس، من جهة اخرى انصح السليني بالحديث عن أمينة فيمن التي تتعرّى في الشّوارع أفضل لها من الحديث عن حجاب ايناس بن علي، كما انّ «دمية باربي»  جميلة وانا سبق ان وقع تشبيهي ببياض الثلج وهذا أمر مفرح لا العكس...
تحدثت عن أمينة فيمن، ألا ترين انّ «اللوك» الخاص بك قد أثار انتباه البعض أكثر من  تعري تلك الفتاة؟
ـ صدقا، هذا ما استغربته فالحملة التي شنّت ضدّي كان اكبر من الحملات التي شنّت على أمينة فيمن.. عموما أمينة حرّة في جسدها لكن ما أسادني هو اساءتها لعلم تونس لاغير، بصفة عامة يقال:«الكلاب تنبح والقافلة تسير» لكن شعاري هو ان اتحدى اي ان اطهّر قافلتي من الكلاب ثمّ أسير..
ختاما، درست المسرح مدة 7 سنوات، كما انّك درست السينما، فهل من المنتظر ان نرى ايناس في الدراما التلفزية أو أعمال مسرحية وسينمائيّة؟
ـ أنا أعشق المسرح وأتمنّى العودة الى المسرح، أما بخصوص الدراما فقد قدمت السنة الفارطة دورا في مسلسل «الزوجة الخامسة» ولكن للأسف الأحداث التي شهدتها البلاد خلال رمضان الفارط حالت دون ان يحقق ذلك العمل النجاح المرجو.. من جهة أخرى ستشاهدونني في رمضان القادم في عمل كوميدي بعنوان «سكول» على قناة حنبعل وستكتشفون خلال هذا العمل شخصيّة إيناس المشاغبة.

حاورتها: سناء الماجري